مع فيصل القاسم ج 4

| |

لا تنزعجوا كثيرا من ازدياد البطش والاعمال الاجرامية الفاشية بحق الثوار العرب، فكلما ازداد البطش والتنكيل كان ذلك دليلا قاطعا على ان الأنظمة التي تقوم بهذه الافاعيل الفاشية بدأت تشعر بأن ايامها اصبحت معدودة.
 
لوقرأت كتاب "بروبوغاندا" للكاتب الاميركي الشهير ايدوراد بيرنيس الذي اتخده غوبلز وزير اعلام هتلر مرجعا له، لعرفتم ان هناك سلطة خفية مهمتها الاولى التلاعب بعقول الجماهير وتوجيهها في الاتجاه المطلوب دون ان تدري. فالكتاب يكشف انه حتى الملابس التي نرتديها هي ليست من اختيارنا الشخصي بل اختيرت لنا بإرادتنا.
 
 
اعتادت الدول في وقت الازمات أن تختار اشخاصا مكروهين وذوي سمعة شائنة لتحميلهم المسؤولية عما يحدث. وهي خطة ناجعة ومجربة تاريخيا. فاذا تعرض بلد لمشاكل معينة، فما اسهل ان يضع اللوم فورا على جماعات واشخاص مرتبطة في اذهان الجماهير بالسوء. وبذلك بدل ان يتوجه الغضب الى السلطات، يتم تحويله الى اشخاص وجهات مكروهة. على الشعوب ان تعي تلك الخدعة المفضوحة كي لا تنحرف عن الاهداف التي تنشدها.
 
اذا كان هناك من يصدق ان اميركا تضغط على الأنظمة من اجل الاصلاح فهو لا يعرف الف باء السياسة. واشنطن تضغط لتحقيق اهداف لا علاقة لها ابدا لا بالاصلاح ولا بضراب السخن. وقد قالها مفكر اميركي ذات يوم: اذا كنتم تصدقون اهتمامنا بحقوق الانسان في العالم فانتم مغفلون، فآخر ما يهمنا حقوق الانسان. وشهد شاهد من اهلها
 
بالمناسبة كل الحكام الذين يتشدقون بالوطنية ليسوا وطنيين لأنهم طغاة. ومن المعروف ان الطغيان يتنافي مع الوطنية. فالديموقراطية وليس غيرها هي صنو الوطنية. وقد قال فيلسوف انجليزي ذات يوم إن الوطنية هي الملاذ الأخير للأنذال.
 
تصوروا أن حصة العامل البريطاني من الناتج القومي اعلى بخمس مرات من حصة العامل العربي من الناتج القومي العربي في بعض البلدان، مع العلم ان بريطانيا دولة راسمالية، بينما الدول العربية ليست راسمالية تماما، لا بل ان بعضها يدعي الاشتراكية والتشاركية. وقد اظهرت الاحصائيات ان سبعة في المائة من الناس يمتلكون اكثر من خمسة وثمانين بالمائة من الثروة في بعض البلدان العربية. ويتعجبون لماذا تثور الشعوب.,
امين الريحاني:خيرات الأرض تكفي كل من فيها. فلماذا يموت الناس من الجوع؟ وما سبب وجود الملايين الذين لا مسكن لهم. لقد تغيرت القيود وتنوعت السلاسل، واستبدل النخاسون بغيرهم.
 
المشكلة الخطيرة التي تواجه البلدان العربية الثائرة أن الشعوب لم تعد تثق قيد انملة بوعود الحكام وتصريحاتهم، وهو امر في غاية الخطورة. ويعود السبب في ذلك الى سياسة الكذب والخداع المفضوح الذي يمارسه الكثير من الحكام مع شعوبهم، فهم اليوم يصدرون قانونا، ثم يدوسونه في اليوم التالي او يتركون تفسيره وطريقة تطبيقه للبوليس واجهزة الامن. وكأنك يا بو زيد ما غزيت. لقد انقطع حبل الثقة تماما بين الحكام والشعوب في الاشهر الماضية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاثنين، 6 يونيو 2011

مع فيصل القاسم ج 4

لا تنزعجوا كثيرا من ازدياد البطش والاعمال الاجرامية الفاشية بحق الثوار العرب، فكلما ازداد البطش والتنكيل كان ذلك دليلا قاطعا على ان الأنظمة التي تقوم بهذه الافاعيل الفاشية بدأت تشعر بأن ايامها اصبحت معدودة.
 
لوقرأت كتاب "بروبوغاندا" للكاتب الاميركي الشهير ايدوراد بيرنيس الذي اتخده غوبلز وزير اعلام هتلر مرجعا له، لعرفتم ان هناك سلطة خفية مهمتها الاولى التلاعب بعقول الجماهير وتوجيهها في الاتجاه المطلوب دون ان تدري. فالكتاب يكشف انه حتى الملابس التي نرتديها هي ليست من اختيارنا الشخصي بل اختيرت لنا بإرادتنا.
 
 
اعتادت الدول في وقت الازمات أن تختار اشخاصا مكروهين وذوي سمعة شائنة لتحميلهم المسؤولية عما يحدث. وهي خطة ناجعة ومجربة تاريخيا. فاذا تعرض بلد لمشاكل معينة، فما اسهل ان يضع اللوم فورا على جماعات واشخاص مرتبطة في اذهان الجماهير بالسوء. وبذلك بدل ان يتوجه الغضب الى السلطات، يتم تحويله الى اشخاص وجهات مكروهة. على الشعوب ان تعي تلك الخدعة المفضوحة كي لا تنحرف عن الاهداف التي تنشدها.
 
اذا كان هناك من يصدق ان اميركا تضغط على الأنظمة من اجل الاصلاح فهو لا يعرف الف باء السياسة. واشنطن تضغط لتحقيق اهداف لا علاقة لها ابدا لا بالاصلاح ولا بضراب السخن. وقد قالها مفكر اميركي ذات يوم: اذا كنتم تصدقون اهتمامنا بحقوق الانسان في العالم فانتم مغفلون، فآخر ما يهمنا حقوق الانسان. وشهد شاهد من اهلها
 
بالمناسبة كل الحكام الذين يتشدقون بالوطنية ليسوا وطنيين لأنهم طغاة. ومن المعروف ان الطغيان يتنافي مع الوطنية. فالديموقراطية وليس غيرها هي صنو الوطنية. وقد قال فيلسوف انجليزي ذات يوم إن الوطنية هي الملاذ الأخير للأنذال.
 
تصوروا أن حصة العامل البريطاني من الناتج القومي اعلى بخمس مرات من حصة العامل العربي من الناتج القومي العربي في بعض البلدان، مع العلم ان بريطانيا دولة راسمالية، بينما الدول العربية ليست راسمالية تماما، لا بل ان بعضها يدعي الاشتراكية والتشاركية. وقد اظهرت الاحصائيات ان سبعة في المائة من الناس يمتلكون اكثر من خمسة وثمانين بالمائة من الثروة في بعض البلدان العربية. ويتعجبون لماذا تثور الشعوب.,
امين الريحاني:خيرات الأرض تكفي كل من فيها. فلماذا يموت الناس من الجوع؟ وما سبب وجود الملايين الذين لا مسكن لهم. لقد تغيرت القيود وتنوعت السلاسل، واستبدل النخاسون بغيرهم.
 
المشكلة الخطيرة التي تواجه البلدان العربية الثائرة أن الشعوب لم تعد تثق قيد انملة بوعود الحكام وتصريحاتهم، وهو امر في غاية الخطورة. ويعود السبب في ذلك الى سياسة الكذب والخداع المفضوح الذي يمارسه الكثير من الحكام مع شعوبهم، فهم اليوم يصدرون قانونا، ثم يدوسونه في اليوم التالي او يتركون تفسيره وطريقة تطبيقه للبوليس واجهزة الامن. وكأنك يا بو زيد ما غزيت. لقد انقطع حبل الثقة تماما بين الحكام والشعوب في الاشهر الماضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاثنين، 6 يونيو 2011

مع فيصل القاسم ج 4

لا تنزعجوا كثيرا من ازدياد البطش والاعمال الاجرامية الفاشية بحق الثوار العرب، فكلما ازداد البطش والتنكيل كان ذلك دليلا قاطعا على ان الأنظمة التي تقوم بهذه الافاعيل الفاشية بدأت تشعر بأن ايامها اصبحت معدودة.
 
لوقرأت كتاب "بروبوغاندا" للكاتب الاميركي الشهير ايدوراد بيرنيس الذي اتخده غوبلز وزير اعلام هتلر مرجعا له، لعرفتم ان هناك سلطة خفية مهمتها الاولى التلاعب بعقول الجماهير وتوجيهها في الاتجاه المطلوب دون ان تدري. فالكتاب يكشف انه حتى الملابس التي نرتديها هي ليست من اختيارنا الشخصي بل اختيرت لنا بإرادتنا.
 
 
اعتادت الدول في وقت الازمات أن تختار اشخاصا مكروهين وذوي سمعة شائنة لتحميلهم المسؤولية عما يحدث. وهي خطة ناجعة ومجربة تاريخيا. فاذا تعرض بلد لمشاكل معينة، فما اسهل ان يضع اللوم فورا على جماعات واشخاص مرتبطة في اذهان الجماهير بالسوء. وبذلك بدل ان يتوجه الغضب الى السلطات، يتم تحويله الى اشخاص وجهات مكروهة. على الشعوب ان تعي تلك الخدعة المفضوحة كي لا تنحرف عن الاهداف التي تنشدها.
 
اذا كان هناك من يصدق ان اميركا تضغط على الأنظمة من اجل الاصلاح فهو لا يعرف الف باء السياسة. واشنطن تضغط لتحقيق اهداف لا علاقة لها ابدا لا بالاصلاح ولا بضراب السخن. وقد قالها مفكر اميركي ذات يوم: اذا كنتم تصدقون اهتمامنا بحقوق الانسان في العالم فانتم مغفلون، فآخر ما يهمنا حقوق الانسان. وشهد شاهد من اهلها
 
بالمناسبة كل الحكام الذين يتشدقون بالوطنية ليسوا وطنيين لأنهم طغاة. ومن المعروف ان الطغيان يتنافي مع الوطنية. فالديموقراطية وليس غيرها هي صنو الوطنية. وقد قال فيلسوف انجليزي ذات يوم إن الوطنية هي الملاذ الأخير للأنذال.
 
تصوروا أن حصة العامل البريطاني من الناتج القومي اعلى بخمس مرات من حصة العامل العربي من الناتج القومي العربي في بعض البلدان، مع العلم ان بريطانيا دولة راسمالية، بينما الدول العربية ليست راسمالية تماما، لا بل ان بعضها يدعي الاشتراكية والتشاركية. وقد اظهرت الاحصائيات ان سبعة في المائة من الناس يمتلكون اكثر من خمسة وثمانين بالمائة من الثروة في بعض البلدان العربية. ويتعجبون لماذا تثور الشعوب.,
امين الريحاني:خيرات الأرض تكفي كل من فيها. فلماذا يموت الناس من الجوع؟ وما سبب وجود الملايين الذين لا مسكن لهم. لقد تغيرت القيود وتنوعت السلاسل، واستبدل النخاسون بغيرهم.
 
المشكلة الخطيرة التي تواجه البلدان العربية الثائرة أن الشعوب لم تعد تثق قيد انملة بوعود الحكام وتصريحاتهم، وهو امر في غاية الخطورة. ويعود السبب في ذلك الى سياسة الكذب والخداع المفضوح الذي يمارسه الكثير من الحكام مع شعوبهم، فهم اليوم يصدرون قانونا، ثم يدوسونه في اليوم التالي او يتركون تفسيره وطريقة تطبيقه للبوليس واجهزة الامن. وكأنك يا بو زيد ما غزيت. لقد انقطع حبل الثقة تماما بين الحكام والشعوب في الاشهر الماضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق